كتب الشاعر محمد حسام الدين دويدري للمحيط العربي قصيدة بعنوان سباق العمر

 سباق العمر

محمد حسام الدين دويدري

_____________

لا تَنَمْ مَا بَينَ عَلَّ وَعَسى

   إِنَّهُ الشَيطانُ قَهراً وَسوَسَا

لَيسَتِ الآمالُ أَحلامَاً لَهَا

   لَذَّةٌ نَسعَى بِها أَنْ نُحبَسَا

بَلْ هِيَ الأَنوارُ إِنْ أَغنَيتَهَا

   بِانتِصارِ العَزْمِ في سَطوِ الأَسَى

فَانطَلِقْ وَاحمِلْ إِرَادَاتٍ لَهَا

   طَاقَةٌ تَرجو لَهَا أَنْ تُقبَسَا

وَاسحَق الأَوهَامَ والخَوفَ فَمَا

   يَنبَغِي لِلمُتَّقِي أَنْ يُفلِسَا

إِنَّمَا التَسويفُ أَمْرٌ مُفشِلٌ

   يَجعَلُ الأَعمَالَ أَمرَاً يُنتَسَى

يَقتُلُ الإِصرارَ في الصَدرِ فَلا

   يُفلِحُ السَاهونَ فيما أَركَسَا

كُنْ قَوِيَّ العَزمِ وَابقَ شَامِخَاً

   بِاحتِرامِ العَقلِ فيما يُكْتَسَى

وَاجعَل الآمالَ حَقلاً مُورِقَاً

   فَاجتَهِدْ في السَعيِ صُبحَاً وَ مَسَا

في مَسَارِ الصِدقِ يَزدَادً العَطَا

   فَامتِثَالُ الصِدقِ يُغنِي الأَنْفُسَا

إِنَّ قَلبَ الحُرِّ يُثرِي طُهرَهُ

   في مَدَى التَصمِيمِ فيما مَارَسَا

مُخلِصَاً في سَعيِهِ بَينَ الوَرَى

   يَبتَغي فيهِ ثَوَابَاً أَنْفَسَا

حَيثً لا يَغزو فَسَادٌ قَصدَهُ

   فِي زَمَانٍ كُلُّ ما فيهِ قَسَا

فَضِياءُ العَقلِ يُثري عِلمَهُ

   لِيَرَى في العَدلِ دَرباً أَقدَسَا

لا تُضِع وَقتَاً فَإِنَّ العُمرَ في

   سَبْقِهِ ذَوبٌ إِذا العُمرُ رَسَا

سَوفَ يَبقَى ذِكْرُ مَنْ عَاشَ عَلَى

   صَالِحِ الأَعمَالِ ذِكرَاً مُشْمِسَا

............

14/9/2017