كتب الشاعر خالد الزبون رثاء إهداء لوالدته رحمها الله
اهْدَاء إِلَى رَوْحِ الْحَاجَة والدتي ام خالد
رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته
إِيقُونَة الْوطن
قَلْب كَأَنَّهَ زُهْرَة الْفَجْر وَنُورُ الشَّمْسِ وَشَجَرِة السِّنْدِيَان تَرْوِي مَعَهَا حِكَايَة عاشقة الأرْض ،
للزيتون ،
والزعتر والحنون ،
كَأَنَّهَا يَاقُوتَةٍ عَلَى جَبِين الْبَدْر ،
تَتَنَفَّس عَبِق الْحُرِّيَّة ،
تَعْرِفُهَا حُدُودَ الدَّارِ والعتبة وَالْمِفْتَاح وَالعَوْدَة والثَّوْرَة ،
ثَوْبِهَا الْمُزَرْكَش يَرْوِي حِكَايَة عَاشِقٌ للأوطان ،
ليافا وَحَإهداء يْفًا وعلار والطنطورة ،
اِبْتِسامَتَها كطائر الفينيق يُولَد مِن محرقته يَطُوف بِجَنَاحَيْه السَّهْل وَالْوَادِي وَيَسْكُن السَّفْح بشموخ وَكِبْرِيَاء ،
فَارَقَت رُوحِهَا الْجَسَد لَكِنَّهَا بَقِيَت تَسْتَظِلّ تَحْتَ شَجَرَةٍ التِّينِ الْكَبِيرَة ، تَلَاحُقُهَا فراشات الحَقْل وَتَشْدُو لَهَا
أَنْت فِي الْقَلْبِ يَا وَطَنِي ،
فِي فَرُحْنَا وحزننا وَهِمْنَا وآلامنا وشوقنا وآمالنا مِنْ تُرَابٍ الوَطَن وَإِلَيْه نعشق ذراته ونزهو فَوْق نُجُومُه ،
هُنَا كُنَّا نَزْرَع الحَقْل سَنَابِل
وَنَحْصُد الْأَرْض كَرَامَات وَحُرِّيَّة
وَصَوْت أَذَان وميلاد الشَّجَر
وأحلام الْمَارِّينَ فِي سَفَرٍ المكللين بالغار ،
فَأَنْت الصَّوْت الهادر والنظرات والابتسامات وبوصلة الْمَجْد وَشَجَرِه الصَّبَّار والورد والزهر والياسمين والأغنية
وَحَبَّات التُّرَابِ الَّتِي تنبض بِاسْمِك . .
تَرَجَّلَت وَمَا زَالَتْ خُيُوط الشَّمْس تَرَسَّم اسْمُهَا عَلَى جَبِين البدر ويجتاح عَشِقهَا الْمَكَان وَالزَّمَان فَفِي الْقَلْب بَقِيَّة الْحِكَايَة . . مِنْ فِلَسْطِينَ الوَطَن وَالْإِنْسَان لروحها الرحمة والسَّلَام في جنات النعيم. . .
.
تعليقات
إرسال تعليق