كتبت الشاعرة أمال صالح للمحيط العربي قصيدة بعنوان كلماتناتنبض بالحياة

 من مذكرات مغتربة...

كلماتنا تنبض بالحياة 

بقلم آمال صالح 


هكذا ننساق باحتراق للأبجدية نلوذ بأعماق المعنى...تسحبنا أحلامنا التي لم تر بعد النور إلى نور الكلمات وامتداد ظلالها ترفل بداخلنا مثل حفيف أوراق تنبت من جوارحنا بكل صدق ومحبة. 

يموتون من تشتعل الكلمات المبهمة في حوارهم الداخلي بدون فضاء اللغة تكتنز فيه مشاعرنا... دون أن تقرأها أرواحنا.


يموتون من يعاندون  كل شيء لأنهم اعطوا كل شيء 

يموتون من يسترقون النبض من عطر كلمة ليعيدوا التحليق.


يموتون  من ينتظرون دائما أن يقفزوا وتفتح لهم الأبواب كما فعلوا هم بكل من تعثروا.


يموتون من يدسوا جراحاتهم ليبتسم من يقاسمهم الطريق.


يموتون من يبكون بصدق أمام تفاهات العالم المتحضر.

يموتون من يقفون وحدهم أمام العاصفة فتنبت من محياهم أشجار الصبر وتعطر آهاتهم غابات المعاني. 

تكون نصوصهم من العلا وأحلام يريدوا أن يتقاسموها حتى يصير للحياة معنى.


الكلمات هي حياتنا التي تأخذنا لتعيدنامن جديد أوفياء لقيمنا.

لم أندم على علب الحلوى التي وزعتها يوما في أعياد اليتامى 

أو لونت بها شفاه فقدت الأمل واعتزلت الكلام.


نعم كان بودي أن ألتقي بذاتي في كل مرة وأسلم على الطفلة التي اختزلت براءة العالم في دفترها الصغير حتى أطمئنها بأن قسوة الشوارع التي مررت بها وظننت أنني كنت وحدي فيها، والأيادي العابسة والجباه التي لا ترمز لشيء لم تغيرني...


نعم قسوة الطريق لم تغيرني لكنها قتلت في الكثير... 

ثم ليس هناك شيء يمكن أن يركن للموت لولا كلماتنا التي تنبض بالحياة.



تعليقات