كتب الأديب عبد السلام فزازي للمحيط العربي نص من ديوانه ويعصمك يراعي بعنوان آه يازمنا.. !

آه يا زمنا… !

ما الذي يقتل فينا عشق

الطفولة

حين يعترينا الموت.!

وما الذي يشد بين الحياة والموت

غير خيط دخان .!

وبين الجسد والروح

غير سطور وأحزان .!

***

من هنا مرت الأحزان..

ومن جبال الريف مر الطوفان..

لم تكن تسير في جنازته

الجبال الشامخة..

ولم يكن الظلم ليشعل

الحرائق في ما تبقى

من غابات الصقيع.!

***

والآن يخرج الحلاج

على صهوة أتانة

جرباء..

يبحث عن زمان مقيم

بين الضلوع..

زمن تداركته عواصف

أيلول الخيانات..

زمن تناثرت أوتاره

فتداعت الكهوف،

والرفوف،

والمغارات..

لم يكن يوما زمنا بريئا

لأقول: 

ما أحوجني إلى وجهي

ولتسقط الأقنعة.!

أبدا لم يكن بريئا

لأقول: 

من سلخ جلد المسيح..؟

ومن أخرس الضحكة الذابلة..؟

أبدا لم يكن بريئا لأقول:

من اغتال عشق القصيدة..؟

ومن أطلق الرصاصة على الأنبياء..؟

عجبا كيف انهار نيرون المرحلة.!

وماتت الأحداق في الأحداق،

واغتال الموت ابتسامة أم

ظلت مسمرة في ظلها القديم .!

في لحظة واحدة جاء الموتى فرادى

وانشقت السماء في سكون الليل

البهيم..

تشابكت أيدي القدر

وانسل القمر منتحبا

يروي حكاية البداية والنهاية .!

يروي قصة ميدوزا التي أتعبها

التجوال…


***

من هنا مر اليتم

يقرع أبوابا ظلت موصدة..

يبحث عن أنشودة ظلت

حبيسة مزامير

 داو ود..

من هنا فر الأمل

منتعلا خف حنين،

وانسل الأمان…

من هنا كان ميلاد

العناق..

من هنا كان ميلاد

الفراق..

آه من هنا.!

حين يرنو إلى هناك.!

حين لا يرى إلا سواك.!


عبد السلام فزازي

نسيان اليتم

من .

ديواني:

" ويعصمك يراعي"






تعليقات