كتب الشاعر الشريف حسن ذياب الخطيب للمحيط العربي قصيدة بعنوان لو كنت أعلم ....

 لو كنت أعلم...


لو كنت أعلم أن حنينك 

يتبادل أصداء أناتي،

وأن قلبك يخفق 

بنبضات حبي المتوقدة،

لكنت أخضعت روحي لوطأة عشقك،

وعانقت لهفة قبلاتك المتوهجة.

لو كنت أعلم أن سفينة أحلامك 

تسبح في بحار الشوق إليّ،

وأن ميناءك الوحيد 

هو في أحضاني المنتظرة،

لكنت أبحرت نحوك بلا هوادة،

وارتميت في أحضانك الدافئة.

لو كنت أعلم أن قبلاتك 

تحرق أرواح الراهبات في الدير،

وأن وسادتك تنتظر 

عانقة همس تكبيراتي،

لكنت حطمت قيود الخوف والتردد،

وجعلتك القبلة الأخيرة 

لنفسي المشتاقة.

لكن لم أكن أعلم، 

ولم أدرك حقيقة مشاعرك تجاهي،

فأدبرت عنك وحرمت نفسي 

من عشق أبدي.

لئن أخطأت في حقك، 

فهب لي عذرًا وامنحني فرصة أخرى،

لأحتضن قلبك الحنون، 

وأنشد لك قصيدة الخلود.


لا تسألني كيف أمر الخطى إليك،

فكل خطواتي تتبع ضوء عينيك.

لا تسألني كيف أبحر في بحار شوقي،

فكل رياح الأمل 

تسوقني نحو ميناء قلبك.

لا تسألني كيف أرتمي في أحضانك،

فجسدي يشتاق لملامسة جسدك.

لا تسألني كيف أنشد لك 

قصيدة الخلود،

فكل نبضات روحي تتغنى بذكراك.

هب لي يدك واسمح لي بالعودة إليك،

فأنا القصيدة المنشودة في أعماقك.

هب لي قلبك ليكون لي وطنًا أبديًا،

فأنا الشوق الذي لا ينطفئ في داخلك.

هلمَّ إليَّ واحتضنني بقوة،

فلنتلاقى في عناق الأبد وسِرْ الكون.

هلمَّ إليَّ وامنحني قبلة الخلود،

فلنصنع معًا لوحة الحب الأزلية.


لا تسألني كيف أصبحت 

القربى منك بعيدة،

فأنت الشمس التي تضيء حياتي.

لا تسألني كيف أحترق في نار 

الشوق إليك،

فأنت النار التي أتوق للاحتراق بها.

أَرَى فيك الكمال والجمال المطلق،

فأنت النجم الذي يهدي قلبي إليك.

أبحث عنك في كل زاوية 

من هذا الكون،

فأنت الأرض والسماء والكل في كياني.

هب لي رحلة في عالم أحلامك،

فأنا أعشق رؤيتك في أحلامي.

هب لي قبلة تمحو كل همومي،

فأنت السكن الأبدي لروحي.

د. الشريف حسن ذياب الخطيب




تعليقات