كتب الشاعر جاسم الطائي للمحيط العربي قصيدة بعنوان على ضفة النهر


( على ضفة النهر )

مرّ مثلَ الطيفِ معسولَ اللمى

حاذِرَ الخَطوِ تراهُ مُقدِما 

يتبعُ القاربَ في نظرَتهِ

فيناجيهِ شراعٌ ملهَما

وعلى الضفَّةِ يندى خَجِلاً

عبقُ الزَّهرِ إذا ما حَوّما

وتَغَنّى الليلُ من طَلعَتهِ

فجمالُ النورِ فيه ارتسَما

مُستهامَ البدرِ من دهشتِهِ

يُنكِرُ الظِّلَّ إذا ما أَظلَما

قد تجلتْ فكرةٌ لو رامَها

صرخَ القلبُ وهاتيكَ الدِما

رميةُ الصدِّ عذابٌ ليتَها

تُخطِئُ المرمى فأقضي مُغرَما

إيهِ يا خلُّ ولي في شَدوِهِ

رقيةٌ تُبطلُ سِحراً مُبرما

سامَني الحُزنَ على جفوَتهِ

مَن لِقلبٍ لِهواهُ استَسلَما

ولهُ في كلِّ حينٍ غَصَّةٌ

هادَنَ الريحَ عسى أن يَسلَما

فتمادى الشوقُ في جذوتِهِ

وبرى النفسَ فأضناها الظما

من حُطامِ العُمرِ لو يجمَعُهُ

ما الذي يفعلُ في ما لَمْلَمَا؟!

كم أناجي روحَهُ في خُلوةٍ

قد تسامَتْ مثلما البَدرُ سما

فأَرى في نبضِهِ لحناً مَضى

وعَلى الروحِ جمالاً أنعَما

قد أفاضَ الحبَّ خمريَّ الندى

واستطابَ العيشَ خِلاً مُكْرَما

ينثُرُ الزَّهرَ ويُهدي ضوعَهُ

كُلّما ماسَ دلالاً ، كُلّما 

أ مِن العذالِ قلبٌ عاشقٌ؟!

أجملُ الحبِّ على العذلِ نَما

الأماني أشرَقَت في عُرسِها

فتراءى الحُلمُ نسجاً مُحكَما

==================

جاسم الطائي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الشاعر محى الدين جمعه طه للمحيط العربي قصيدة بعنوان رسالة للأحياء من متوفي