كتب الشاعر إبراهيم جعفر للمجيط العربي قصيدة بعنوان غـريـبـةٌ بـأوطـانـي

 *  غـريـبـةٌ بـأوطـانـي * *

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غـريـبـةٌ بـأوطـانـي ..

أنـا الـعـربـيـةُ .. جـلَّ مـنْ سـوْانـي

" الـضـادُ " مُـعـجـزتـي

تـفـردَّ بـهِ لـسـانـي

" للقـرآن " ربـي فـضـلـنـي

ولـحـكْـمـةٍ اصـطـفـانـي

أنـزلَ آيـاتِـه بـحـرفـي

تـشـريـفـًا لـكـيـانـي

فـمـنْ لـهُ مـنـزلـتـي

وحُـسـن بـيـانـي ..؟

غاص الـعُـلـمـاءُ بـبـحـري

فـانـبـهـروا بـشُـطـآنـي

يـسـتـخـرجُـون كُـلَّ يـتـيـمـةٍ

فـيـزهـرُ بُـسْـتـانـي

يـنـســابُ أريـجـهُ

يُـعـطِّـرُ أزمـانـي

بـتـلاوة الـفُـرقـانٍ

ودوما .. الـسـبـعُ الـمـثـانـي

يـزهـو الـكـونُ مُـنـصـتـًا

والـرحـمـنُ يـرعـانـي

تـخـشـعُ الـقُـلـوب

ويـمـتـدُ سُـلـطـانـي

أنـا الـعـربـيـةُ

وشــعـر قـومـي .. ديـوانـي

الـبـلاغـةُ نـاصـيـتـي

والـفـصـاحـةُ عُـنـوانـي

رفـعـتُ بـهـا مـنْ صـاحـبـنـي

والــتـزمَ أركـانـي

ومـنْ تـحـتَ شـجـرتـي اعـتـكـفُـوا

اهـتـدوْا بـمـحـرابـي

للبـيـان ، والـبـديـعِ ، والـمـعـانـي

والـعَـروضِ لـلخـلـيـل

كـان إحـدى تـِيـجـانـي

حـتـى الأعـاجـم ..

ما أبـدعـوا إلا فـي أحـضـانـي

عَـهـدَ أُمـتـي في مـجْـدهـا

وكـان بـالآفـاقِ صـوْلـجـانـي

فـلـمـا تـداعـتْ . .

وهـان عِـزهُـا .. حـلَّ هـوانـي

لا أخـشـى ضـيـاعـي .. أبـدًا

ولا .. نـســيـانـي

فـالـبـاري .. حَـفـظـنـي بـكـتـابـهِ

. . .  وأحـيـانـي

فـتـيـةً .. دومـا

لا يـَطـالُ الأُفُـولُ .. أكـوانـي

أنـا اللسـانُ الـمُـبـيـن

هـزمـتُ مـنْ عَـدانـي

وتـربـصَّ بـأبـجـديْـتـي

وبالـتـقـصـيـرِ رمـانـي

غـافـلًا عـن اسـتـواء أفْـنَـانـي

مـنْ نـحـوٍ ، وصـرفٍ ، ومـعـاجـم

تـضُـبُّ فـي شـريـانـي

فـصـرتُ كـالـبـحـرِ .. لا أضـيـقُ

بـوافـدٍ .. أتـانـي

وكُـلُّ مـنْ حـاولَ طـمْسـي

سـبـاهُ جَـمـالي .. فـنـاجـانـي

فَـتَـنـَهُ حُـسْـنـي

فـبـات مـنْ جُـنـدي .. وتُـرجـمـاني

أنـا الـهـويـةُ ، والـقـضـيـةُ

وحِـصْـن بـقـاء أوطـانـي

وما يُـزيـدنـي أسـىً

ويُـشـعـلُ أحـزانـي ..

انـصـرافُ شـبـيـبـتـي عـنـي

وجَـهْـلِـهِـم الـذي أعـيـانـي

فـجُـلـهـم يـتـمـلـمـل بالإمـلاء

بـبـشـاعـةٍ ، وجُـرمٍ جَـانـي

أطُـوفُ بـمـنـابـر

الـعـلـمِ والإيـمـان

. . .  يـحـتـرقُ وجـدانـي

فـصـوابُ الـكـلامِ

لا يـدومُ لـدقـائـق بـل ثـوانـي

الأخـطـاءُ فـوقَ رأسـي

أحْـجـارُ .كـأني بـعـراكٍ  أدمـانـي

أدلُـفُ لـلـنـوادي

أسـمـعُ ما يُـؤجـجُ نـيـرانـي

يـتـبـاهُـون .. بـاتـقـانِ

الإسـبـانـيـة ، والألـمـانـي

أسـيـرُ بـالـشـوارع

أرى الإعـلانـات فـوقَ الـمـبـانـي

كـأنـي بـبـلاد الـفـرنـجـة

والـمـيـاديـن أمـريـكـاني

أسـمـاء الـمـطـاعـم والأزيـاء

والأبـنـاء .. اجـنـبـيـة

فـرنـسـيـة .. أو يُـونـانـي

جـلـسْـتُ عـلى الـنـيـلِ حـزيـنـة

لـهـوْل مـا اعـتـرانـي

أسـتـدعـي مـن الـتـاريـخ أمـجـادي

وأعـلام نُـدمـانـي

" الـجـاحـظ ، وابـن قُـتـيـبـة

شـيـخ مـعـرة الـنُـعـمـانـي "

وفُـقـهـاء اللـغـةِ .. قـاطـبـةً

هـلُـمـوا إخـوانـي

نُـقـيـمُ سُـرادقًـا ..لـمـوتـي

واحـتـضـار لَـسـانـي

بـأبـنـاء عًـروبـتـي . . .

والـجـيـل الذي جَـفَـانـي

ولأرحـل إلى الـشـام

مـوئـلـي ورُمـانـة مـيـزانـي

ريـثـمـا تـعُـودُ عِـزتـي

ويـعُـودُ بـسـط سُـلـطـانـي

أنـا الـعـربـيـةُ ..

غـريـبـةٌ بـأوطـانـي

لأ مـجْـدَ لأُمـتـي

إلا بـاحـتـضـان كـيـانـي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلمي / إبراهيم جعفر

عضو اتجاد كُتاب مصر



تعليقات