كتب الكاتب سالم المشني نص بعنوان إنسان أكله النمل
إنسان أكله النمل ....!
لقد أردت أن أسلك سبيل السعادة
وما كنت أدري أنني لا أُبصر فتعمدت أن أحمل في جُعبتي
شيءا من الرماد وأرشه في كل
خُطوة أخطوها حتى لا أعود من طريق آخر ...! فأنا عند رجوعي
أتلمس الأرض بقدميَّ وأُغرقها
في الرماد حتى أعلم أنني عدت
من حيث أتيت . لكنني لمست
في طريقي كثيراً من الأقذار قد
رُميت في طريق عودتي كي تتوقف قدماي عن المسير لكنني
وبإرادتي تغلبت على ذاتي وبفطنتي أدركت أن هذا الطريق
هو الذي أُريد.. كم حاولوا أن يَعقدوا الإحتفالات بيوم موئدي
لكنهم سُرعان ما تراجعوا وقالوا
إنه لم يمت إلا إذا وضعنا شوكاً
أمامه.... فهو لا يرى.... لنسرق نعليه لِتُدمى قدميه فلا يستطيع
السير بعدها ولا يسير حيث يريد ....! نحن لا نحب خطوات
هذا الرجل لأنه عاش طول عمره
في البحث ونحن لا نحب الباحثين.
لنكون في هذه الحياة مرحين...!
وقفت بعد هذا متأملاً وأنشدت قصائدي التي هبت بها الرياح قائلاً.... إذا أتت آلة الغدر في محفلٍ....
وأسمعت ألحانها للجاهلينا....
فاعلم وأنت السامع الذي يُسْعَدْ بها....
بأنك كنت من قبلها مَلِكاً رزينا..
ما خشيت يوماً من الهلاك..! فأنا وُلدت كهلا ولم أكن من المهرجين. إنني لأعجب من شدة
قوتي وقامتي التي تشبه النخيل
في عظمة قامته التي تقاوم كل
صدمات عصرٍ لئيم. فها أنا أعمى لا أبصر إلا اليقين. وأنا أسير حيث ما شاء الضمير الحيُّ فهل
من معين .؟ أنا لست إلا عجوزا منذ الولادة حتى البعث المبين.
أنا وُلدت من بطن أمي لكنني
لست جنين ... وضعتني إمراة
وهي لا تعرف من أكون ... هل إنس أم من الجان ، أم أنا من كوكب هجين... لست ادري من أكون... فبلادي أصبحت من غواني المستعمرين.... فإلى متى
أسير غير مبصرٍ .... وكم من مُبصر في بلادي بلا
عيون....
سالم المشني فلسطين...
تعليقات
إرسال تعليق