قسوة الغالي للشاعرة صباح فوزي
قسوة الغالي
في حياة كل إنسان أشخاص أعزاء على قلبه، يحتلون مكانة لا ينافسهم فيها أحد، نحبهم بصدق، ونتمنى قربهم، ونسعد بوجودهم. لكن ما أصعب أن تأتي القسوة ممن نحب! فحين يقسو الغالي، تكون الجراح أعمق، والآلام أشد، لأننا لا نتوقع منهم إلا الحنان.
قسوة الغريب قد تُنسى، أما قسوة القريب فتبقى محفورة في القلب، لأنها خذلان من شخص آمنا به ووهبناه مشاعرنا دون حدود. ربما لا يقصد الغالي أذيّتنا، وربما تؤلمه قسوته، لكنه لا يدرك أن كلماته الجافة أو تجاهله أو صمته في وقت حاجتنا إليه، تترك في أرواحنا ندوبًا يصعب التئامها.
أحيانًا، تكون نظرة باردة من شخص نحبه أقسى من آلاف الكلمات، ويكون الصمت منه عقابًا لا يُحتمل. ومع ذلك، فإننا نبحث له عن أعذار، ونغفر دون أن نُطلب منا الغفران، لأن حبنا له أكبر من وجعنا.
لكن الحب لا يجب أن يُبرر القسوة، فالمشاعر تُقدّر، والقلوب تُحترم. وإن كان الغالي غاليًا حقًا، فعليه أن يعي أن مكانته لا تبرر له أن يجرح، بل تلزمه أن يكون مصدر أمان لا ألم.
في النهاية، نتعلم أن نُحب بوعي، وأن نُسامح بحدود، وأن نُقدّر من يُقدّرنا. فقسوة الغالي تعلمنا أن لا نُعطي قلوبنا لمن لا يعرف قيمتها، حتى لو كان الأقرب.
بقلمي صباح فوزى 🌹
تعليقات
إرسال تعليق