"في حضرة الغياب"

في حضرةِ الغيابِ

أجلسُ،

والصمتُ ينسجُ من حولي

أكفانَ المساء،

أعدُّ خُطاكَ

فوقَ جدرانِ الذاكرةِ

المشقوقةِ بالحنين،

أبحثُ عن بقايا ضحكتك

في زوايا الضوءِ

الذي انطفأ.

يا من رحلتَ

وتركتَ الريحَ

تتسللُ بين أضلعي

كالأنين،

كيف للحنينِ

أن يهدأ

وأنتَ مقيمٌ

في نبضي،

وفي ارتعاشةِ الدمعِ

حين يبللُ وحدتي؟

أسمعُك

من أقاصي الغياب،

صوتُك

يمرُّ كسربِ طيورٍ

ضلَّ طريقه،

يناديني

فأدركُ أن الحزنَ

ظلُّ حضوركَ

يمتدُّ في شرايينِ الوقت،

ويزرعُ في الروحِ

أشجارَ الانتظارِ

التي لا تثمرُ

غير الدموع.

أيها الغائبون،

يا من صار الفقدُ

سكناً لأرواحنا،

نمضي إليه

كلما ضاقت بنا

دروبُ النهار،

يا من علمتمونا

أن الدمعَ

لغةُ القلبِ

حين يعجزُ الكلام.

سأحملُ وجعكم

نجمةً

تضيءُ لي عتمةَ الليالي،

وسأظل أكتبُ عنكم

حتى يجفَّ الحبرُ

وتنطفئَ

شمسُ الذكرى

في عيني…

✍️بقلم الاديب الدكتور

 احمد الموسوي







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الشاعر محى الدين جمعه طه للمحيط العربي قصيدة بعنوان رسالة للأحياء من متوفي

كتب الشاعر أبو جسار السامعي للمحيط العربي قصيدة بعنوان دنيا الحياة