كنت راعي واطلعني ذراعي للكاتب مايك سلمان
" كنت راعي وأطلعني ذراعي "
بقلم: الكاتب مايك سلمان
يقول المثل " كنت راعي وأطلعني ذراعي"، مثل واقعي ومنطقي ولكنه ذو مغزى هام، إذ يمكن أن تكون راعيا وتكد وتعمل بجِد ويندى جبينك عرقاً من التعب لأجل تأمين لقمة عيش حلال وهنيئة لك ولأسرتك وتتمتع معهم بحياة كريمة، تمتلك فيها منزلاً وسيارة حديثة ورصيداً معقولاً من المال يضمن لك شيخوختك، حينها أقول لك جزاك الله خيراً ويعطيك ألف عافية.
وأما أن تكون راعياً معدماً، وفجأة تتحول إلى حوت جشع تتلاعب بالملايين نتيجة لقمة سهلة مغمسة بالرشوة والفساد وسرقة قوت الآخرين، وتتمتع بحياة البذخ المفرط وتقول: هذه فهلوة وحنكة وذكاء، وتفتخر بأنك "كنت راعياً وأطلعك ذراعك"، حينها أقول لك وبكل شجاعة وجرأة: لا أعطاك الله عافية وقبَّح وجهك، لأنك بنيت هيكل أمجادك العفن بالاختلاس والمكر والاحتيال ، وعلى حساب الغلابة والمساكين، ونهبت مقدرات الناس وجعلتهم غارقين بمستنقع الديون الكدر، حتى استعصت عليهم لقمة العيش وأعْيَتْهُم الحاجة وأذلَّهم الفقر.
نصيحتي لك: إرحم نفسك قبل أن تخسرها نهائياً، وبيِّض كفك لأنك في نهاية الأمر ستُحْشَر مثلك مثل أفقر الناس في قبرٍ لا تتعدى مساحته مترين مربعين.
وأخيراً أنصحك بقول مأثور جاء فيه:
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً".
أقول قولي هذا وأعود لأسأل ذاتي: هل من مُتَّعِظ؟!!
@top fans
منبر أدباء بلاد الشام
St. Catherine Church - Bethlehem
تعليقات
إرسال تعليق