سِرُّ الأنثى للشاعر احمد عبدالمالك احمد
سِرُّ الأنثى
خُلِقَتْ لتُحْتَوى، لا لِتُؤذى بالضَّنا
فَـمكانُها بينَ القلوبِ... مَثواها
يا أنثى الحُسنِ التي إن أُبصِرَتْ
عينٌ، تَـعَثّرَ في هواها فاهَا
هي لا تُفسَّرُ بالعيونِ، فكلّما
ظننتَ فَهمتَ، ازدادَ فيك خَفَاها
تبكي كطفلٍ إن جُرِحْتَ مشاعرُ
وتفيضُ حُبًا إن وجدتَ دِفَاها
فامنَحْ ودادَك واحتَوِها صادقًا
يهدأ جموحُ الغضبِ في يُمْنَاها
وإذا تألّمتِ النساءُ بصمتِها
كُنْ صوتَها، كُنْ راحَةً لنجَاها
كالزهرِ، لا يُهدي عبيرَ حديثِهِ
إلّا لِـمَنْ بالرِّقِّ قد رَوَّاها
هي كالربيعِ، إذا عرفتَ شعورَها
أزهرتْ بكَ، وارتقى مَعْناها
لا تقمَعِ الأنثى، فإنَّ براءةً
في ثورةِ الطُّهرِ اختبأتْ بِردَاها
كالقِيثارةِ، لا تُحِبُّ صداكَ ما
لم تَسْكُنِ الأوتارَ في نَغْمَاها
في الحُبِّ سَكنٌ، في الحنانِ تجلّتِ
كالماءِ... إن وَجَدَتْ حبيبًا جاها
كُنْ سندًا، كُنْ حلمَها، كُنْ ظلَّها
لا قَيْدَها، بل مَن سَما بمداها
فالأنثى إن أهْدَتْكَ نَبضَ وفائها
خلَّدتَ فيها العُمرَ... بل أَغْنَاها!
بقلم د. احمد عبدالمالك احمد
تعليقات
إرسال تعليق