كتب الشاعر صلاح لافي للمحيط العربي نص بعنوان الشكوة

 الشٌكوة....

المطر يتساقط مدرارا...

جابر،يستمتع باللٌحظات المحبٌبة لديه.

ستٌيني،يحبٌ الأرض حبٌا لا يوصف.

صوت الرٌعد ،يوقظ ابنه البكر .يتقلٌب الطٌالب في فراشه.وهو يتحسٌس ساعته اليدويٌة.

شعبان ،تجاوز عقده الثٌاني بقليل.طالب الهندسة،يحلم بتطوير ضيعة والده..ويمنٌي نفسه بتحسين وضعيٌة أسرته.

الثانية ليلا...ساعتان تفصله عن بدء مراجعته دروسه. الامتحانات على الأبواب.سنتان ،ويحصل  الطٌالب على الإجازة..طيلة مسيرته الدرٌاسيٌة،عرف الشاب بتميٌزه.

لحظات ،وسمع شخير الابن البكر.رقيٌة ،بدورها ،تتابع نزول الغيث النٌافع.البنت الوسطى ،كريمة،تغطٌ في سباتها.

الفتاة،تستعدٌ لمناظرة الباكالوريا.

دائمة التٌفوٌق.حلمها،أن تصبح محامية.

صغير الإخوة،سميح،يواصل تكوينا مهنيا في اختصاص ميكانيك السيٌارات ،هوايته منذ صغره.

حال بزوغ الشٌمس،وبعد تناول فطوره برفقة زوجته ،تفقٌد جابر شويهاته وعنزاته.

أحاط رفيقة العمر علما بنيٌته ذبح عنز لم تلد لعامها الثٌاني.نادى جاره إبراهيم.

والتحق بقيٌة الجيران بالمكان.استبشارا بالمطر ،سيقسٌم لحم العنز  ب( السهمه)على من حضر.الثمن سيقع تقاسمه وقد حدد مسبقا وبالاتفاق بين الجميع. 

بصوت منخفض، نادت رقية زوجها وطلبت منه،أن يضيف جلد العنز لقسمته..أومأ برأسه موافقا..

بحرفية ،راحت الزوجة تنظف الجلد .وضعت بداخله بعض الملح ،وتركته فوق غصن شجرة الزٌيتون المحاذية للزٌريبة.

مرٌ أسبوع،وبدت الأعشاب بمختلف أنواعها تظهر جليٌة للعيان.جلد العنز ،بدا جاهزا.أزالت رقيٌة عنه الوبر .دبغته جيٌدا با'لجداري ' 

فبدا أحمر الٌلون .طريٌا.بخبرتها ،أحالت المرأة الجلد ،ل'شكوة'.بدت متوسٌطة الحجم.

ربيع واعد ،فمطر مارس .ذهب خالص.كما كان يردٌد زوجها .قبيل انتهاء العطلة ،كانت العائلة على موعد مع أوٌل 'مخضة ' لبن بسواعد رقيٌة ب'شكوتها ' الجديدة.

طعم وريقات شجيرة العرعار زادت شربة اللٌبن مذاقا خاصٌا..كم ودٌ الطٌالب لو تتواصل العطلة ،وخلالها  يستمتع بما تعدٌه والدته من وجبات مضيفة إليها اللٌبن المميٌز..وعدت رقيٌة ابنها ،بحفظ نصيبه من الزٌبدة بجرٌة أشتراها والده منذ يومين.

على عجل ،ودٌع الطٌالب أفراد العائلة خشية عدم اللٌحاق بالحافلة الوحيدة.

🖍️صلاح لافي/ تونس.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟