كتب لمنتدى المحيط العربي للشعر والأدب لآلة خديجة مبروك التنمية الإجتماعية

 التنمية الإجتماعية في الصدارة.

لكل مجتمع معايير يرتكز عليها،تساهم في تقدمه وازدهاره، معايير شاملة تتداخل فيما بينها فتعطينا نسقا إجتماعيا بناءا متكاملا.إنه نسق تطويري يعتمد على التوافق في العلاقات الإجتماعية المشتركة،التي تقود المجتمع إلى تنمية بشرية عن طريق حمله من حالة الركود والتدرج إلى تغير فعال،يتناول الجوانب البنائية والوظيفية،ليكون أقرب إلى التغير الكيفي منه إلى التغير الكمي..إنها التنمية الإجتماعية التي يسعى إليها كل مجتمع،من أجل إحداث تنظيمات اجتماعية جديدة ملائمة،بدءا من العلاقات والظواهر والنظم.إذ أن المجال الإجتماعي يتطلب دفعة قوية بإحداث تغييرات وتوزيع الخدمات توزيعا عادلا بين الأفراد،كإلزامية ومجانية التعليم مثلا قدر المستطاع،وتأمين العلاج،والتوسع في مشروعات الإسكان إلى غير ذلك..إضافة إلى أن السياسة الإنمائية لها دور مهم في الإنتقال من حالة التخلف إلى حالة النمو الذاتي،وفقا لخطة ممنهجة الإعداد بالإستخدام الصحيح للوسائل المتاحة لبلوغ الهدف وتحقيقه،كحل بعض المعيقات الناتجة عن مخلفات التنمية الإقتصادية،وغرس القيم والإتجاهات الإجتماعية الإيجابية...ومما لا شك فيه هو أن هذه التنمية الإجتماعية لا تتم عبر التطور التلقائي،وإنما نتيجة التدخل المستمر الدائم عن طريق هيئات التنمية التي هي جزء لايتجزأ من بناء الدولة.وجدير بالذكر أن النمو الإقتصادي له تأثير متبادل على التنمية الإجتماعية،بحيث لا يمكن أن يستمر مدى الحياة دون تنمية اجتماعية،لأن كلاهما يعمل لخدمة الثاني...

إلا أن هذه التنمية الإجتماعية قد تتأثر ببعض المعيقات كالفساد الإداري مثلا والذي يعد ظاهرة مدمرة للمجتمعات، يجب إصلاحها من أجل استمرارية العملية التنموية،ومزاولة مهامها بشكل ناجح.

إن المجتمعات تختلف عن بعضها البعض من حيث عدة جوانب مختلفة،أهمها الجانب الثقافي الذي يجب مراعاته من طرف الباحثين وكل العاملين على هذه التنمية الإجتماعية،لأن نجاحها أو فشلها مرتكز على دراسة البناء الإجتماعي للمجتمع قبل التخطيط لأي مشروع تنموي.فالتنمية الإجتماعية سلسلة من العمليات الإدارية التي يتم التخطيط لها مسبقاوالتي تسوق الطاقات والإمكانات إلى التفاعل،وتحفيز جهود الدولة،من أجل خلق تغيرات على المستوى الإجتماعي،إذ أن أهدافها تتجلى في تحقيق الفرد لطموحاته، وتلبية احتياجاته الإنسانية مع الإستثمار الأنسب للموارد البشرية،ودعم النظم الإقتصادية القائمة،لتحفيز كفاءاته، وتوثيق روابط التعاون والمحبة بين أفراد المجتمع،ووضع خطط خاصة بالرعاية الإجتماعية..كل هذا يتطلب وجود تنسيق شامل بين الأجهزة المختلفة،وبالخصوص أجهزة التخطيط وأجهزة التنفيذ.


بقلم الأستاذة الكاتبة والشاعرة لالة خديجة مبروك. من المملكة المغربية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟