كتب للمحيط العربي للشعر والأدب تيسيرالمغاصبة عجوزالوادي

 (عجوز الوادي)

قصة مسلسلة

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

------------------------------------------------------------

      -٢-

،، أعترف بجنوني ،،


نزلت من فوق الأشجار ..ماأن وطأت اليابسة في

أسفل الوادي حتى إنزلقت فوق الأعشاب والطحالب الرطبة لتأخذني في رحلة أخرى ..كانت

رحلة إلى أبعد من ماكنت أتوقع،

أي لو لم تتلقفني الأشجار منذ البداية لكنت الأن 

في عداد الأموات، 

سرت بين الصخور والممرات الضيقة التي قادتني 

إلى مدخل كهف ..بالطبع أن عودتي باتت مستحيلة وكان يجب أن أعثر على طريق 

 أخر يقودني إلى شارع تمر فيه العربات ليربطني بالمدينة،

لكن هل يوجد شارع بين الجبال والصخور ،

تجولت في المكان لأكثر من ساعة حتى قررت 

أخيرا العودة لأكون قريب من النفق حتى فيما

لوخيم الظلام وانا هنا استطيع آن أتقي المطر 

والاختباء بعيد عن الحيوانات المفترسة كالذئاب

والضباع ،

جلست على مدخل الكهف افكر هل أقوم بأكتشاف

الكهف قبل أن يحل الظلام ..أم أبقى في مكاني ،

أخيرا إتخذت قراري بأن لاأخوض في المجهول 

وماعلي سوى أن اجمع الحطب كي أشعل النار

في المساء،

سمعت خطوات بطيئة في النفق ..إنتظرت حتى

إقتربت الخطوات ..خرج من النفق رجل عجوز 

محني الظهر يتكىء على عصاه فشعرت بالراحة

والطمأنينه لأنه يوجد غيري في ذلك المكان 

الموحش ،وقف أمامي متأملا وجهي ثم قال:


-ها..يوجد إنسان غيري هنا ؟


-مرحبا أيها العجوز.


-اهلا بك ..هل رمت بك الأقدار إلى ذلك الوادي 

العميق ؟


-هو كذلك.


-إذا تعال معي أيها الشاب ؟


سار ببطء وسرت وراءه وهو يتحدث:


-أخيرا عثرت على أنيس في الوادي الهادىء ،

بالرغم من أني قد إعتدت على الوحدة والتأمل ..

غير مهم فأنا على اي حال لست وحدي؟


وصلنا إلى مغارة صغيرة كانت مليئة بالتحف 

والحيوانات المحنطة وقد بدت كالمتحف ..كان 

كلب ضخم يجلس على مقعده المنحوت في 

الصخور أمره بأن يخرج ..نهض الكلب بسرعة ..

نظر إلي يتأملني ..عندما علم أني صديق ..خرج 

ليجلس في الخارج،

جلس الرجل العجوز على المقعد ليبدو كملك على

العرش بالرغم من بساطتة ..قبل أن يبدأ بالحديث 

أطل علينا ذئب أبيض ..قال له العجوز:


-لاعليك هذا صديق ؟


إستدار الذئب خارجا ..إستند العجوز على كرسيه

متكأ على عصاه وقال :


-الأن قل لي ماهي حكايتك أيها الشاب ؟


-أن حكايتي طويلة جدا.


-وانا مستمع جيد ؟


-هو الحب.


-الحب ؟


-نعم .


-هههههههههه ههههههههههه هههههههههه ؟


-........................ .


-إذا أنت مجنون ؟


-لست مجنونا.


-بل مجنون ؟


-..................... .


-أن كل عاشق هو مجنون ..بأمكانك أن تتركني 

الأن وأن تهيم على وجهك في الصحراء مثل 

عشاق التاريخ وعلى الأخص ذاك المدعو قيس 

إبن الملوح وأن تنسى من خلقك وتذكر فقط أسم 

حبيبتك حتى تنتهي حياتك بين الصخور لقد رفع

عنك القلم؟


-ليس إلى هذه الدرجة يا عمي الحاج.


-العاشق مريض والمريض يحتاج إلى علاج والعلاج 

يجب أن يكون ملائما لنوع المرض ..تماما مثل 

متعاطي المخدرات..المدمن يجب أن لايمنع عن 

المخدرات على الفور ..يجب أن يكون بالتدريج؟


-................ .


-لكن المرض ليس ذنب ولا نقيصة أيها الشاب؟


-الأهم انت ماذا تفعل هنا وحدك في هذا الوادي؟


-هذا الوادي هو عالمي ..جنتي ..بعيد عن البشر ؟


-............... .


-حدثني عن قصصك السابقة مع الحب أيها المجنون؟


قصيت عليه جميع قصصي مع الحب بادئا في 

قصتي مع تماره.. الفراق ..والغدر والموت والتخلي 

والصد وهو يضحك بشدة ويظهر ماتبقى في فمه

من أسنان كبيرة صفراء ثم قال أخيرا :


-هل إنتهيت أيها العاشق المتيم ؟


-نعم.


-يبدو أنه لاهم لك في حياتك سوى الحب ..كما وأنك تعيش من أجل الحب فقط هههههههههه؟


-............. .


نهض من مكانه وهو لازال يضحك ذهب إلى 

رف في مغارته الغريبة ..أمسك بقدر صغير ..دلق

منه القليل في وعاء مشروب لونه أخضر ..إقترب 

مني وقال :


-خذ أشرب ؟


-ما هذا؟


-ليس شيئا سيئا ..أشرب فقط ؟


أمسكت بالوعاء كانت رائحته أشبه بمزبج من 

الأعشاب وماشابه ،ترددت قليلا لكنه أمسك 

براسي بحنو ورفع يدي بالوعاء ليساعدتي على

الشرب وهو يردد:


-أشرب ..أشرب. 


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

١٥-١-٢٠٣٣

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟