كتب للمحيط العربي للشعر والأدب حسن عبدالمنعم الرفاعي العلاقات الزوجية

 مقــالــة بعنـــوان

---------------------  

  جفاف العلاقات الزوجية /2

=======================

** فقد تكلمت فى المقالة السابقة عن (جفاف العلاقات الزوجية؛ فا كثرة الجفاء يقوى القلوب يجفف دمع العيون و يقسى النفوس) بسبب سفر الزوج للعمل بالخارج وترك الزوجة والأبناء وما ترتب عليه ولكن من خلال تجابي الشخصية أو تجارب الآخرين الذين عاصرتهم وسمعت منهم على مدار سنين عمري الطويل ؛ أحب أن اعرض بعض الأسباب التى تؤدى الى الجفاف بينهم لعلها تكون عبرة للمتزوجين لدوام المحبة والود العفو والمسامحة فكلها تزيد من قوة الرابطة والمحبة بينهم ابدأها بهذه الكلمات المعبرة المختصرة

( لنا في سيرة رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام أسوة حسنة؛ وكيف كان يعامل زوجاته من حسن العشرة والملاطفة والملاعبة ولا يفرق بينهم فى شئ) 

** الآن أتكلم فى موضوع أخر فمهما تحدثت فلن استطيع الإلمام بجميع جوانبه هو ( الجفاف العاطفي بين الأزواج المتعايش معا ) لتشعب جوانبه المختلفة ؛ من جهة الزوجة أو من جهة الزوج أو الاثنين معا ؛ فكل فعل له رد فعل معاكس له ورغم ذلك يوجد بينهم جفاف فى المشاعر والأحاسيس لماذا ؟؟؟؟

** عندما يتمّ الزواج على أسس مصلحة أو بسبب تدخّل العائليّة ؛ خصوصاً في حالة عدم وجود فرصةً لتبادل المشاعر والأفكار؛ ويعتبر هنا مجرد وثيقة شرعي تربط بينهم فقط ولا دخل لها بالمشاعر والأحاسيس بينهم لا يعني دائماً أن العلاقة بين المرأة والرجل تسير على ما يرام، وحتّى في الشق العاطفيّ منها. وهي قد تستلم لمصيرها رغم أنها لم تشعر ولو ليومٍ، و بأن زوجها هو حبيبها وبطل حياتها أو هي أميرة أحلامه ؛ ، فإنها ستلجأ حتماً الى الانجذاب لرجل أخر في كلّ مرّةٍ تصادف فيها رجلاً يثير اهتمامها، من ناحية الشكل أو الشخصية الفذّة وكذلك الرجل ينجذب إلى أمراه أخرى؛ فشغلُ القلب والفكر بغير الزوج أو الزوجة يُقلق النفس. ويُوتِّر الأعصاب. ويُكدِّر صفو الحياة . ويقضي على السكينة فيها، وقد يتطور إلى ما هو اكبر وابعد من مجرد إعجاب أو كلام و كلاهما يرتكب خطأً جسيماً، و أحياناً تقع مسؤوليّة انجذاب المرأة الى رجلٍ آخر غيره ، على الزوج نفسه أو العكس الزوجة نفسها ، ربّما دفعهم الى ذلك صعوبة طبيعته أو التعامل بقسوة أو كرهيه بسبب( تعرضه لعنف وقسوة زوجة الأب أو هي لمعاملة زوج الأم مما دفعهم لبغض الطرف الأخر والقسوة فى معاملته) والمستجدّ بينهم أو العكس ؛ و في هذه الحالة يتحسّرا على قرارهم الخاطئ وضياع الأيام لكنّ عليهم أن ينهي الكابوس فى عدم الاستقرارٍ العاطفيّ ونقص المشاعر والأحاسيس بينهم ولكنهم يتحمّلا مسؤولية الاستمرار فى هذا الفشل لا نهم لم يفعلوا شي ؛ ولم يقوى على تغيير الواقع لاعتباراتٍ شخصيّة خاطئة ؛ تمر الحياة الزوجية بمنعطفات كثيرة، قد تؤثر على سيرها وستقرارها بشكل سلبي, فمسؤولية الأسرة وظروف الحياة ومعاناتها قد تجعل الحياة عند البعض مجرد روتين يومي ممل, خال من المشاعر والعواطف المتقدة، برغم احتياج كل منهما لتلك المشاعر، وقد ينتج ذلك عن عدم قدرته على فهم الطرف الآخر، أو عدم قدرته على فهم نفسه هو وما يريد ؛ ثم تزداد وتتفاقم المشكلة عند عدم قدرته على التكيف مع حياته الجديدة وأوضاعه المتغيرة ، ورغبته في أن تسير الأمور حسب رغباته هو، دون أن يبذل أي عناء ومشقة لإرضاء الطرف الآخر ولو بكلمة طيبة. حيث يعتقد الزوج في أغلب الأحيان أن الزوجة يجب أن تحاول أن تقوم بواجباتها له كاملة ليس الأسرة فقط ولكن وجباتها تبدءا بالخطوة الأولى نحو زوجها بمعرفه طبيعة الرجل التي تختلف عن طبيعة المرأة وتحاول أن تتفهم ماهية طبيعة زوجها وتتجاوز عن نسيانه أو بخله في تقديم العواطف لها، بل وتمطره بعواطفها عندما تستشعر منه أي جفاف عاطفي، لكي ترطب هذا الجفاف، فلا يزداد جفافا على جفاف وبالتالي تتصحر المشاعر ويغلب على حياتهما الفتور وتبذل عليه من الحب ومشاعر وأحاسيس وتفيض عليه من حنانها، ، وتجعله يتصدر المركز الأول في أولويات حياتها واهتماماتها، وتطمع أن تصدرت نفس المركز لديه أيضا، وتتمنى أن يبادلها نفس الشعور وتنتظر أن تسمع منه كلمات الحب والإطراء الصادقة خاصة تلك التي يعبر بها بعفوية عما في قلبه ولا ينتظر عليها أي مقابل، ولكنها عندما تجده يضن عليها بعواطفه ويخفي مشاعره، سواء بقصد أو بغير قصد، مهما كانت أسبابه، تبدأ هي الأخرى بإخفاء مشاعرها تجاهه كردة فعل منها إما لاعتقادها انه لا يستحق عواطفها أو ثأرا لكرامتها أو لتيقنها انه متبلد المشاعر، ورغم أن مسؤولية الفتور العاطفي تقع على كلا الزوجين، إلا أن الزوج من وجهة نظري تقع عليه المسؤولية الأكبر، فعلى الزوج أن يتعرف على طبيعة المرأة ويبذل ما في وسعه لكي يشبع رغباتها وعواطفها ؛ فطبيعة المرأة تجعلها قادرة على العطاء وبذل المشاعر والعواطف الجياشة، فهي كقطعة من البخور تحتاج إلى من يشعلها بقطعة فحم متقدة لكي ينتشر شذاها وعطرها في الأجواء، لا أن يحرقها، ولكن سيطرة الرجل وأنانيته تمنعه من أن يبذل الخطوة الأولى فلا يكلف نفسه عناء إشعالها، ويفضل أن يبقى في حياتها كالرماد أو كالفحم وبالتالي يحرم نفسه ويحرمها هي أيضا من متعة الحب والحياة الزوجية السعيدة ، ينتج في معظم الأحيان بسبب عوامل نفسية داخلية كالإحباط المتكرر أو التوتر والقلق وعدم الرضا من تصرفات الطرف الآخر ؛ فحين يتوقف أحد الزوجين عن أداء دوره الإيجابي خاصة الدعم العاطفي والمعنوي، لأي سبب كان، ستصبح العلاقة فاترة ومملة فعليك أن تتنبه لهذه الأمور لكي لا تقتل مشاعر الحب المتبادلة بينك وبين زوجتك. ولا تقف موقف المتفرج، فتسمح للفتور أن يتغلغل في حياتكما منذ بدايتها، ولا تستسلم لأي ظروف قد تساعد على بناء أي فجوات بينكما ولا لن يتبقى له منه سوى الجسد بلا روح ، راجعوا أنفسكم فقد تكون سلبيتك وعدم اكتراثك بها أو برغباتها، خاصة في بعض اهتماماتها التي قد تظنها أنت تافهة من وجهة نظرك ولكنها في غاية الأهمية بالنسبة لها، وغيابك الطويل عنها يؤزمها نفسياً، ويشعرها بالوحدة والفراغ العاطفي، فتتراكم داخلها طبقات من الجليد تطفئ جذوة الحب واللهفة في قلبها، فتصاب بالفتور والنفور. فعليك أن تغير أسلوب معاملتك لها وتتودد إليها لتذيب الحواجز الجليدية التي تراكمت بداخلها. قد يكون لزوجتك يدا في هذا الفتور العاطفي الذي تعاني منه, وقد ينتج هذا عن جهلها بمسئوليتها تجاهك، حيث تعتقد انك ستسعد بها إذا قامت بأداء واجباتها المنزلية، وتربية أبناءها على أكمل وجه، فهي لا تدرك أن الزوج بحاجة في المقام الأول إلى الحب والحنان، والمشاعر الدافئة، والعقلية المتفتحة التي يمكنها أن ترتقي إلى مستوى تفكيره ليتبادل معها الحديث عن أماله وأحلامه، وليتمكن من بث همومه دون أن تزيد منها. فعليك أن تصحح هذا الاعتقاد لديها. قد يكون أسباب هذا الفتور عدم التوافق الفكري، أو العمري، أو عدم التناغم في لغة المشاعر والأحاسيس بينكما، والذي لم يظهر في الأفق منذ بداية زواجكما ولكنه ظهر لك بعد طول العشرة واللقاءات المتكررة. فإذا كان الأمر كذلك، تذكر انها زوجتك وأنها قدرك ونصيبك ويجب أن ترضى به، وعليك أن تفهم نفسية زوجتك وطباعها، وتكتشف مميزاتها وتطوعها لمصلحتكما بالطريقة التي تسعدكما سويا وتتأقلم معها. حذار من مقارنة حياتك بغيرك، لأن هذه المقارنات قد تدمر الحياة الزوجية، وتزهدك في حياتك، ويفضل أن تكون المقارنة لمن هو أقل منها. حاول دوما أن تتذكر محاسنها ووقفاتها واللحظات الجميلة التي قضيتها معها بدلاً من عد سيئاتها. وهفواتها. وأبحث عن الاهتمامات المشتركة بينكما، لمزاولتها سويا في نفس الوقت، لقضاء وقت إيجابي يدعم الاندماج بينكما فيزيد من ترابطكما، وتذكر أنك إذا أحسنت استخدام الشيء القليل الذي لديك سيكون كثيراً. قد يكون السبب في الفتور العاطفي الذي تعاني منه، هو طباع زوجتك أو نوعية شخصيتها كأن تكون شخصية نكدية، أو أنانية، أو عدوانية، أو مفرطة في الحساسية، أو متمردة، ولذلك انخرطت في العمل المتواصل لكي تهرب من المواجهة التي قد تفتح عليك أبوابا أخرى، وما تنطوي عليه عوامل ودوافع نفسية سببت في هذا النفور لتعالجها وقد يكون السبب هو أنك شعرت أنها لا تبادلك نفس المشاعر، ثم مع مرور الوقت وبسبب إهمالها لك وسلبيتها وبرودة مشاعرها تجاهك، بدأت تتسرب إليك نفس المشاعر واللامبالاة وبالتالي وقعت في شراك الفتور العاطفي قد يكون لزوجتك طموحات وأحلام تتمنى أن تساندها في تحقيقها ولو بعبارات التشجيع، أو العكس بعدم التقدير أو عدم المشاركة، فينشأ الإحباط الذي يليه النفور أو الفتور وقد تكون زوجتك عملية أو منطقية أكثر منك رغم حبها لك، مما يجعلها تهمل العواطف وتنشغل بمسئولياتها الأسرية أو العلمية أو العملية قد يكون السبب الاستسلام والانجراف لأول طارق للمشاعر والأحاسيس التي محروم منها مما يزيد الفرقة والتباعد ولا يبقى بينهم لا وثيقة الزواج...

ولهذا الحد انتهى كلامي وان كان له بقيه ... وشكرا


تحرير فى/4/2/2019

********* ********

بقلم الكاتب / حسن عبد المنعم رفاعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟