كتب للمحيط العربي للشعر والأدب يوسف عبدالقادر قصة صراع

 قصة قصيرة

بعنوان:-(صــــــــــــراع)

بقلم يوسف عبدالقادر 


كان هناك بيتان صغيران مبنيان من الطين وكان حولهما بيوتا عالية جميلة غالية الثمن فكانت دائما البيوت العالية تهين البيوت الصغيرة وتقلل من شأنها وتقول لهم بكل كبرياء أنتم بيوت صغيرة ضعيفة لا يسكن بكم إلا الضعفاء الفقراء مثلكم ولكن نحن بيوت عالية جميلة غالية السعر لا يدخلنا إلا الأغنياء فكانت البيوت الصغيرة تحزن من هذا الكلام فقال البيت الأول لماذا يسكن بى الفقراء؟ الم يأتي رجلٌ غنيٌ يسكنُ بداخلي ويجعلني عاليا مثلهم!

فرد البيت الثانى عليه وقال لاتقل هذا فنحن أحسن منهم بكثير 

فضحك البيت الأول وقال كيف تقول هذا الم ترى ضعفنا والشقوق التى في أركاننا 

فقال البيت الثانى بلا أرى هذا ولكن انظر جيدا بداخلنا ستجد أشياء لا يمتلكون مثلها

فقال البيت الأول وما هي أنا لا أرى شيئا غير أننا سوف نقع قريبا من شدة ضعفنا 


فقال البيت الثانى وهوه يبتسم نحن أعظم منهم فنحن يسكن بنا من يصلى ويقرأ القرآن وتلتف حولنا الملائكة ولكن هم يسكنهم الطامعون الذين ينهبون ويسرقون ولا يخافون الله أليس هذا كافى؟ 

فقال البيت الأول وما ذنبنا نحن بما يفعله غيرنا أنا أريد أن أصبح مثلهم 


وفى يوم من الأيام قرر سكان البيت الأول أن يبيعون البيت وبالفعل جاء رجلٌ غنيٌ واشترى البيت 

فرح البيت الأول بالرجل الغني الذى اشتراه وجعله عاليا جميلا أكثر من غيره 

أصبح البيت الأول متكبرا وبدأ يهين البيوت العالية وحتى صديقه البيت الصغير أيضا 


فكان البيت الصغير لا يهتم بكلامه وظل على ما هو عليه وأصبح البيت الأول جميلا يأتي له الأغنياء كل يوم يسهرون ويشربون وكان سعيدا ونسى ما كان عليه سابقا وأصبح البيت مليء بالشياطين وذهبت عنه الملائكة وفى يوم من الأيام إنهدم البيت ومات صاحبه بداخله ولم يأتِ أحد حتى يجدده 

وفى نفس الوقت رزق الله صاحب البيت الثاني بالخير وتم تجديده بشكل جميل جداً 

حينها نظر البيت الأول الى صديقه وقال ياليت يأخذني صاحبك ويجعلني مثلك ولكن صاحب البيت الثانى رغم أن بيته صغيرا ولكن رفض أن ياخذ البيت الأول وكان يقول عنه أنه بيت تسكنه الشياطين وكله ذنوب حينها حزن البيت الأول كثيرا فقال البيت الثانى له الم اقل لك اصبر ولا تطمع وتنظر إلى غيرك وقل دائما الحمدلله

فقال البيت الأول لقد كنت محق وياليتني لم أطمع وظل البيت الاول مهدوم مدى الحياة 

هكذا هم البشر يطمعون ويجرون وراء المال وغيرها وينسون ان كل شي بايد الله وان هناك حساب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟