كتب للمحيط العربي للشعر والأدب تيسيرالمغاصبة عجوزالوادي ٢

 ( عجوز الوادي)

قصة مسلسلة 

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

        -٣-

،،غرام الأفعى،،


كان العجوز مسترخيا ومستندا إلى الوراء غارقا في النوم ،طالت مدة قيلولته حتى إمتدت إلى 

أكثر من الساعة ،

ولأني غير معتاد على الجلوس الطويل شعرت بالملل وقررت الخروج للتجوال خارج المغارة بحرية ،

عدت إلى النفق ..دخلت فيه وبقيت سائرا حتى

إشتد الظلام في الداخل ..ماأن شعرت بالوحشة

حتى قررت العودة ..لكني لم أعد أعلم هل انا 

سائر إلى الأمام أم عائد إلى الوراء ..لكني تابعت سيري لا أعلم إلى أين ،

بعد مسير ساعة وجدت نفسي أنفذ إلى مخرج

أخر.. رأيت جبال صخرية مرتفعة جدا ،

مشهد رائع أمامي لقناة تشق الصخور وتمر من 

أمام النفق لتخترق الصخور وتنفذ منها ،كان 

منظرها يسر الناظر ..قررت أن اخلع ثيابي وأن انزل في الماء لأخذ حمام منعش، 


وضعت ثيابي جانبا ثم إستلقيت في المياه العذبة

الجميلة ،

إستلقيت على ظهري في القناة .. رأيت خيال 

إمراة ..ماأن نظرت فوق الجبال الصخرية حتى

ذهبت بسرعة،

نقاء المياه وأصوات تدفقها أنعشني كثيرا واردت 

أن أبقى هنا إلى أطول مدة ممكنة ،

قبل أن احسد الرجل العجوز على تلك النعمة التي

يعيش فيها بعيدا عن البشر والدم والقتل والغدر 

سمعت صوت فحيح..ثم زحف ..لم أكد أتلفت 

حولي حتى رأيتها ودب الرعب في قلبي ..لقد

كانت أفعى عاصرة ضخمة قد إقتربت متي ..ثم

أحاطت بي كالحائط ..حاولت الوقوف لكنها وبحركة منها أشارت إلي بأن أبقى في مكاني

بالماء، فبدوت كما وأني في مسبح صغير،

هل هي تستعد لالتهامي لقمة صائغة ..إخذت 

تضيق المكان فبدأت تلامس جسدي بطريقة 

تقشعر لها الأبدان ،كانت تبدو كما وأنها تعانق ثعبان 

أخر ..وليس جسدا بشريا،

بعد قليل تركتني وخرجت إلى جانب القناة وبدأت

بالتخلص من ثوبها المزركش ..عندما تخلصت منه

بدى في حجم أنبوبة كبيرة إمتدت من القناة إلى

فتحة صغيرة مابين النفق والجبال ،

قلت هذه فرصتي ..غطست ..ثم دخلت في ثوبها

وزحفت فيه حتى وصلت إلى فتحة الصخور ثم

فررت منها متسلقا حتى وصلت إلى قمة الجبل 

الصخري،

من فوق نظرت إلى الأفعى التي نظرت حولها 

وعندما لم تراني اخذت تصدر فحيحها الرهيب 

المروع وتنظر إلي وتضرب المياه بواسطة ذيلها

الطويل غاضبة ،

عندما إستدرت لأكتشاف المكان رأيتها تقف خلفي 

تقف فوق صخرة كما وأنها تنتظر وصولي ،

كانت ترتدي ثياب صنعتها بنفسها من جلود 

الذئاب شعرها منسدل على كتفيها كالحرير ..فتني

جمالها الساحر ..عرفت من نظرتها إلي أنها كانت 

 تراقبني منذ البداية ،

ومنذ خروجي من النفق ونزولي في الماء،

إبتسمت وقالت :


-لقد نجوت بأعجوبة؟


أصابني شعور غريب هذه المرة ..فقد نبض قلبي

بنبضات الحب من جديد ..تابعت كلامها :


-لكن أن الحب هو الذي نجاك من تلك الأفعى..

أهنيك على النجاة؟


أردت أن اتكلم ..لكن 

رفعت رأسي إلى السماء خرج صوتي كصوت 

الذئب ..ياإللهي لماذا صوتي أصبح هكذا ..لكن 

لازال الخدر يسري في جسدي عند رؤيتها تكشر

عن أنيابها ..بدونا ونحن هكذا كما وانا أشخاص 

بدائييون ،قالت :


-أن ثيابك الأن أصبحت رهينة لدى الأفعى ؟ 


-وما العمل الأن .


هذه ليست مشكلة فيوجد لدي الكثير ؟


-أشكرك .


-أنت تشبهنا كثيرا لولا أنك أقرب إلى القط ؟


كشرت عن أنيابي غاضبا إقتربت مني وقالت :


-أعتذر ..مجرد دعابة ؟


-ماأسمك أنستي الجميلة ؟


-انا ذؤيبه ..أميرة الذئاب ..وأنت ؟


-أنا غريب ..أمير الأحزان .


إقتربت مني زمجرت ..نفخت هواء ساخنا على 

وجهي وأخذت تعضني عضات خفيفة بأنيابها

 على رقبتي ليسري الخدر في كامل جسدي 

وكان الحب من النظرة الأولى..لكن ..

 عيون تقدح شرارا وتزمجر ..كانت تراقبنا

من خلف الصخور .


(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه 

١٦-١-٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟