كتب الأديب مايك سلمان للمحيط العربي للشعر والأدب زمن الطمع

 زمن الطمع والأنانية بحثاً عن المكاسِب الشخصية.

بقلم: الكاتب مايك سلمان.

نعيش في مجتمع أصبحت فيه الأخلاق عملة نادرة، ويبدو أن الأنانية والطمع هما من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في انزلاق مجتمعنا نحو الهاوية بتسارع مريب، وأصبح فيه الإنسان عن قريبه غريب، فأخذ يترفع على أخيه كِبَراً، ويُنَصِّب نفسه حَكَماً، ينتقد أعماله ويندد بها صلفاً. ورحم الله الشاعر الذي قال:

لكل فتى خرج من العيوب ممتلئًا ... على كــتفه منه ومن أهــــــل دهره

فعين عيوب الناس نصب عيونـــــــه ... وعين عيوب النفس من خلف ظهره.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تنظر أيها الإنسان إلى القشة التي في عين أخيك وتنسى الخشبة التي في عينك ؟!! وهل غياب الاخلاق والمثل الصالح جعلك تتجرد من إنسانيتك وتتعالى على الآخرين، وتدوس على كرامة الغير سعياً الى تحقيق الانجازات الشخصية الخاوية؟!! أو أن تحرز تقدماً فترتفع درجة على حساب فئة من المسحوقين والمهمشين باستغلالهم عتبة للارتقاء والمعالي؟!! 

نصيحتي لك أن تخلع عن نفسك ثوب الحسد الأسود، ورداء الحقد القاني، وتستغني عن عدسات الأنانية العمياء. وأن تتسربل ثوباً منقوشاً بكرم الأخلاق، ألوانه الأمانة والصِّدْق، وزينته الرحمة والمحبَّة والحِكْمَة. وفكِّر مَلِيًّا قبل أن تدين المساكين والضعفاء، كي لا تدان على يد المزْدَرين الجُبناء. وتأكد أنك لو بلغت الى مرحلة تجد فيها نفسك عارية عن العيوب، وتَصَدَّيت لتَتَبُّع عثرات الناس بالغيوب، وفتَّشت عن عيوبهم داخل الجيوب، فأنت حينئذ غارق لا محالة في بحر الذُّنوب، وستجد نفسك بالذي أنت طالبه مطلوباً. رسالتي هذه أنقلها بتواضع وحِرْص وإخلاص، وهدفي ليس أن أُبْرِز فلسفةً أو أُلقِّنَ درساً، بل أن ألتمس لصَوْتِ الضميرِ صحوةً وإنعا


شاً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟