الأديب الشاعر نجيب روڤا سفري وقصيدة ( جنتي )

 إحسِبِيني قصيدَةً...

وأقرَئِيني بِإمعَان...!

فأنا بِحَاجَةٍ...

إلى أمرأةٍ...

تَغُوصُ في المَعاني...!

وتَقرأُ ما بَينَ..

السُّطورِ بِإتقَان..!


إحسِبِيني بيتَ شِعرٍ...

وابحَثي عن أيِّ...

بَحرٍ أنتمي...

فأنا يا سَيِّدَتي وَزنٌ..

لن تجِديهِ في الأوزان...!

أنا بحرٌ لم يكتَشِفهُ بَعدُ...

لا بَحَّارٌ ولا قُبطَان...!


مَوجودٌ في أبعَدِ مكان...!

أمواجُهُ الأفراحُ والأحزان...!

لن تجدي في كُلِّ الدُّنيا...

رَجُلاً مِثلي ولا إنسان...!


إحسِبيني وَردَةً في بُستان...!

أَنِّثِيني إن شِئتِ ولَكِن..

إفهمي أُنوثتي...

فٱُنوثتي أنَّني أفهَمُ...

النِّساءَ مِن كُلِّ الألوان...!

وأعرِفُ ما الفَرقُ.. 

بينَ النِّساءِ والرِّجالِ...

في الشَّكلِ والوِجدان...!


وأُتقِنُ فَنَّ...

الحُبِّ سَيِّدَتي...

في هذا الزَّمان...!

ما أحوجَ الحُبَّ...

في هذا الزمان..

أن يجِدَ بينَ الرِّجالِ...

عاشِقاً ولهان...!


إحسِبِيني قَافِيَةً...

سَهلَةً على الآذان...!

مَكتوبةً لي...

وليسَ لِأيٍّ كَانَ...!

فأنا سَيِّدتي...

لَستُ مِمَن...

لا يَعرِفُ الإتِّزان...!

ولستُ أجُرُّ قَافِيَتي..

إلى آخرِ الشَّطرِ...

كي يُقالَ إنِّي...

سلكتُ مُضطَّراً...

لَحناً مِنَ الألحان....!

وإيقَاعي ليس...

في جمعِ الحروفِ...

فجمعُ الحروفِ...

ليس سِحراً...

بل إِنَّهُ إمتهان...!

أنا صَوتُ العِشقِ...

سيِّدتي...

ولَحني هو الحنان....!


إحفظيني سَيِّدتي...

أنا لَستُ مَوجوداً...

في كُلِّ آن...!

فَمِثلي لا يولدُ إلاَّ...

كُلَّ مِئةٍ عامٍ...

مِنَ الدَّوران....!

تدورُ الأرضُ...

عدَداً مِنَ الأيَّامِ..

كي تَلِدَ سنَةً...

ودَورانُ أرضي أنا...

ليسَ مِن هذهِ الأكوان....!

أنا أرضي تدورُ....

حَولَ قَلبي...

والقلبُ سَيِّدَتي...

مَدَارُهُ الخَفَقَان....!


إفهميني سيٌّدتي....

فأنا لستُ بحاجةٍ...

إلى إمرأةٍ عادِيَّةٍ...

فقط لأنَّها...

تَلبِسُ الفُستان...!

وفقط لأنَّها....

جميلةُ الوجهِ...

وقَدُّها فَتَّان...!

أنا أحِبُّ المَرأةَ...

التي تقرَأُ...

في كِتابِ الحبِّ...

بالرُّوحِ لا بالِّلسان...!

تغوصُ في معانيهِ...

وتفهَمُ ما بين السُّطورِ...

بإتقانٍ وليسَ كما....

تقرأُ النساءُ في الفِنجان...!

فأنا رَجُلٌ...

ليسَ كَكُلِّ الرٌّجال.....

كالذَّهبِ سيِّدَتي أنا... 

تُزانُ كُلُّ شَعرَةٍ....

مِنِّي بِميزان....!

إحسِبيني قصيدةً...

كَي تَدخُ


لي جَنَّتي....

فليست كُلُّ النساءٍ....

تدخُلُ الجِنان....!


المتن فيى2/3/2022


نجيب روفا سفري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟