كتب الشاعر د ابو بكر يوسف للمحيط العربي قصيدة بعنوان قمة الحسن

 💚 نص:قمة الحسن

  💚 د.ابوبكر يوسف


 🍒 يا من يُحاصرها سؤالي

عن مكانتها الرفيعة في أعالي الحُسنِ

لا أنتِ القليلُ

ولا أنا عندي الجواب.

كفّي جمالاً

وامنحيني لحظة التشبيه حتّى

أستَطيعَ القولَ قبل تهافت الشعراءِ

نحوَ مضاربي

في سُدَّة القُرب الشّديد.

🍒  ها أنتِ مثل النَيزك اللمّاحِ

أسرع من رموش العين أفتحُها

فلا أجد الذي قد كانَ فوق تَوقّعي، عمّا قليل.

للشمس منزلتان من مغزى النّهار:

إمّا شروقٌ ينتهي في الفجرِ

أو بعض الغروبِ

يُبهدِلُ الليلَ البهيمَ لأنّهُ

ضوءٌ يَنوسْ

لا أنت مثلهما

ولا أحدٌ يكذّبني إذا أشرَقْتِ بالثوبِ

شمسًا، عند منتصف المساء.

كطائر "الرهو"!!

عيناك.. ما عيناك إلاّ

ما أضاعَته القصائد منذ عصر الجاهليّةِ

ما يلي قد لا يُرى بالسّهلِ؛

ها عيناك حارستانِ

تحرس فسحَةً قمحيّةً أنأى من العينين، بل

 ما بينها؛

يتطاول الأنفُ الزنجي على معاليها

فلا يصلُ الغرورُ به

إلى ذاك المكان.

كل الذين تهرولوا نحو الحياة ترعرعوا

صاروا رجالاً أو نساءً أنت مثلهُمُ؛

ذكاء زرافة والقلب قنبلةٌ

ولكن الجمال كأنّهُ لا زال أبعَدَ

من ترعرعكِ؛

يُزوّدُ عمرَهُ في كلِّ يومٍ

بَيْدَ أن الشكل يبقى

مثلما قد كانَ، أو أنعَم.

لا فكرةٌ من خلف هذا الشّعر أو غَرَضٌ

أنا أطروحة الورق التي كَتَبَتْ

على طيّاتها نظراتُك الحسنى كلامًا لا يُدرس بالمدارس بل يُقدَّسُ

مثل طقس لاهوتي  في

حَجَرٍ عنيد.

هيهاتَ لمّا كنتُ أجهَلكِ

أنا من قبلك النجّارُ

أنحتُ من أشاء من النساء كأنّني

بارٍ بلا خُلُقٍ؛

أمشِّطُ وعرَ قريتنا

وأرسمُ فيه دالية فدالية كأنّي واحد مجنون؛

هيهات لمّا كنتُ أجهلكِ

أنا من بَعدِك النُقصانُ، تفضحني المَعاجز

في قصور الوصفِ عن

صيد الصّواب.

شبّيكَ يا مولاتي بأنّي قد أُحَجِّمُ قدرَتي

من بعد هذا العجزِ بل تتواضع الأقلام

عن ورقي، لينتحرَ المُسلَّحُ

في الكلام.💚🍒💚



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟