كتب الشاعر يعرب قحطان الزبيدي للمحيط العربي قصيدة بعنوان حريق القوافي
........ (حريق القوافي)
**********************************
كَف عن نياحِكَ باللواعجِ مُدمنُ
عيناكَ تسكُبُ والأَنامُ نيامُ
كم ضائقٍ تُشفي الجراحَ دموعُهُ
لكنَّ ضيقَكَ بالدموعِ يُدامُ
نادمتَ حُزنَكَ في سُهادِكَ عاكفاً
ويُديمُ نظمَ حروفِكَ الإلهامُ
وشرعتَ ترسُمُ في قصيدِكَ صورةً
وَجَمالُها عبثت به الأيامُ
كانت تعُجُّ نظارةً بجمالِها
أَندى ثِمارَها منبعٌ وسلامُ
فاشتَدَّ يمحقُ في ربيعِها حاصِبٌ
فَتَكَت بزهوِ رياضِهِ الأرجامُ
إِن كُنتَ تَأملُ في جفافِها غائِثاً
فالمُلبَداتُ طوى السماءِ جَهامُ
فاصبر على مُرِّ الزمانِ وحَيفِهِ
بدوائرٍ دارت عليكَ نِهامُ
واعلو بدأبِكَ في حثيثِ صِراعِها
كيما تَجُرُّكَ للهلاكِ خِزامُ
واسلو جِراحَ الوجدِ تظفَرُ راحَةً
منها فُطِمتَ فازدراكَ شُؤامُ
طُبِقَتْ شِفاهُكَ في ذهولِ إِصابةٍ
شَلَّت عَراقيبَ اللسانِ سِقامُ
قد ضِعتَ في فقدِ الصَّوابِ مُبعثَراً
بينَ الضلوعِ تفجَّرت الغامُ
تَستَقسِمُ الأَزلامَ في خطواتِها
ودهاكَ فقدُ بصيرةٍ وزِمامُ
قد ذُقتَ من كيدِ الدَّخيلِ مرائِراً
وقَلاكَ من حَمِّ الذُّرى أَرحامُ
جابَت بِكَ الصَّدماتُ في أطباقِها
بِرَحى الزَّمانِ تَجُرُّها الآثامُ
صُنْ في حياضِكَ رِفعَةً لكرامةٍ
فالصّابرونَ على الجِّراحِ كِرامُ
واسطُر بدَمعِكَ كي تَخُطَّ قصيدِها
عَجَزَت تَخُطُّ حُروفَها الأقلامُ
ناضِل بحَرفِكَ واصطَفيهِ مُنادِماً
يُجلي الهمومَ وتشتَفي الآلامُ
صِرْ في عِدادِ الصّائنينَ عهودَهُم
لِتَطيبَ فيكَ محطَّةٌ ومقامُ
والكيدُ لاتركَبهُ ردَّ مكيدةٍ
تعتاشُ فيكَ عداوةٌ وخِصامُ
يعرب قحطان الزبيدي
…………………………………2023.8.12
تعليقات
إرسال تعليق