كتب الكاتب والإعلامي وائل الحسني للمحيط العربي قصة بعنولن ارض السواد

 قصة قصيرة 


بقلمي الكاتب والإعلامي وائل الحسني


(( ارض السواد))


كنت واقفاً على الشاطئ الرملي وانا ارى بعض الطيور وهي تموج بعيدا في السماء الواسعة.. هربت مع سرب اخر من الطيور بعد ان حرقت الحرب الاخضر واليابس.. كان الحزن يعصرني كقطعة قماش مبللة.. وانا ارى الغربان تحلق في سماء هذه البلد الجريح من زمن هولاكو ولحد هذه الحظة .. امامي مايزال النهار يمضي كعربة محطمة تتأرجح في طريق ايامنا الوعرة والتي نبحث عنها بين ركام السنين المنصرمة .. انا مازلت اسمع اصوات الانفجارات هنا وهناك وارواح تحلق في سماء الرحمة الالهية.. حاولت محو كل صورة الم مررت بها.. لكن يبدو ان الحزن اصبح صديقا لنا .. سرحت بمخيلتي بعيدا عن هذا العالم المليء بالفوضى وضياع والجنون .. ذهبت بمخيلتي الى مواسييم اكثر امانا.. كيف كنا صغار نلعب ونجري في حينا نبني بيوتا من احلامنا تهدمها رياح الصبا .. كان الامان اثمن شيء عشناه خاصة حين نغفوا بين احضان امهاتنا لنستنشق حنين الامومة الذي يشبه راحة الجنة .. اين ذهب كل تلك الأيام..؟.. أصوات العيارات النارية مازلت اسمعها تخترق حواسي.. الشمس اوشكت على المغيب وهي تودعني بحزن ظاهر.. نهضت من مكاني أغادر المكان قبل ان يداهمني الظلام.. التفت وجت عساكر وجنود مدججين باسلحة موجهين افواه بنادقهم صوبي ليتهمونني انني ارهابي.. لم  اكن اعلم ماذا تعني كلمة ارهابي لكوني لم اسمعها بكل حياتي.. لكنني عرفتها بعد حين من اولئك الذين اتو عبر المحيطات ليغتالوا بلدي ارض السود ..




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟