الكاتب خالد الزبون كتب لمنتدى المحيط نص بعنوان الجمعة في رمضان

 الْجُمُعَة في رمضان

الكاتب أ.خالد الزبون . . 


الْجُمُعَةِ فِي رَمَضَانَ لَهَا رَوْنَق خَاصٌّ وَطقوسٌ يَحْرِصُ الْمُؤْمِنُ عَلَى أَدَائِهَا وَفِي فِلَسْطِينَ تتجلى رُوحَانِيَّةُ الدِّينِ فِي أَبْهَى حُّلَّه تَبْدَأ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فِي التَّوَجُّهِ إلَى مِعْرَاج الرَّسُولِ الْكَرِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، إلَى زهْرَة الْمَدَائِن إلَى الْقُدْسِ أَقْصَر الدُّرُوب بَيْنَ الْأَرْضِ 

وَالسَّمَاء ، الْمَدِينَةُ الْعَتِيقَةُ الْعَرِيقَةُ بتاريخها الَّتِي يَرْتَبِطُ زِيَارَتَهَا لَدَى الْكَثِيرِين فِي الشَّهْرِ الْفُضَيْل ، تَبْدَأ رَحْلِة الْعِشْق مِنْ مُدُن الْمَحَبَّة وَالسَّلَامُ فِي الْوُصُولِ إلَى الحَواجِزِ والمعابر الَّتِي تحاصرُها كشوكة فِي الْخَاصِرَة لَكِنَّ الْمُؤْمِنِين رَغِم حَرَارَةِ الشَّمْسِ اللاهبة 

يَنْتَظِرُون وَلَا يَمِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ الشَّوْقُ وَالْحَنِينُ لَا يَهْدَأ وَلَا يَكِلُّ فِي رَحْلِهِ الْأَيْمَانِ الَّتِي تضئ مِنْ قَبَسَ أَنْوَارِهَا الْمَشْرَعَة الَّتِي تَتَزَيَّنُ لِاسْتِقْبَال قَنَادِيلَ تتسابقُ وَتُشَدّ الرِّحَالُ إلَى رِحابِها ، لِيَنْتَقِل بَعْدَهَا إلَى الباص كَأَنَّه جَبْهَة الْقَمَر بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالدُّعَاء وَالْأَمَل وَدُمُوع تَنْسَابُ فَرَحًا بَلْقَاء عَاشِقٍ لمعشوقه ، تَصِلُ إلَى بَابِ الْخَلِيل وَبَاب 

العامود حَيْث تَخْتَلِطُ الْأَصْوَاتُ وَالْحَرَكَة وَالأَلْوَان فِي سيمفونية تَتَجَدَّد مَعَهَا الْحَيَاة بِتَكْبِيرَات تَعْلُو كُلَّمَا اقْتَرَبَت رُوَيْدًا رُوَيْدًا مِن ساحاتِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى حَيْث تَظْهَر قُبّتَه الَّتِي لَهَا الْقُلُوبُ تهفو وَالْأَرْوَاحُ تبتسمُ ، ليعلوصوت الْمُؤَذِّن ويصدح بِصَوْت الْٱذَان 

وَيَبْدَأ الْخَطِيبُ بِكَلِمَاتِه تخْتَرِقُ جِدَار الْقَلْب وتجتاح الْوِجْدَان وَالْمَشَاعِر ليعانق صَوْتَه الْمَاضِي وَالْحَاضِر وشموخ قممها العاليات ونبضات قَرِع أَجْرَاسِهَا ، لتؤدى الصَّلَاةِ فِي مَشْهَدٍ مَهِيب بالآلاف الْمُؤَلَّفَة لِيَنْتَشِر نُورُهُم وَيَتَرَدَّدُ فِي بِقَاعِ الدُّنْيَا ، وَفِي الْعَوْدَة صَوْت بَائع وأغنية وتراتيل وهمسات عَلَى أَمَلِ اللِّقَاء لِمَدِينِه تَنَحِّي مُدَن الْعَالِم لابتسامتها


. . . .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الأديب هاشمي محمد ملاكو للمحيط العربي قصيدة بعنوان كيف أنساه؟