كتب الشاعر وليد محمد الخطيب للمحيط العربي قصيدة بعنوان تعاتبني المرايا

 ((  تعاتبني المرايا ))


تعاتبني المرايا وتشتكي

تقول ما عادت تعرفني

ولا عدت أمامها كم مضى

تراني وأراني 

فكيف أنا لا أنا؟!

تقول في حزن

ما عدت أقرأك

ما عدت أدري ما بداخلك

ما عدت أنت كما كان العهد بيننا

أتراك غير الذي مضى؟!

أضاعته الأيام 

وكان حلما وانقضى

الصمت ساد وشدى

والدمع في عين المرايا بكى

كنت منذ أمس غض فتي مقدام

وهذا طبعي لا يقبل التغيير

ما هبت شييء مطلقا

لا تسأليني ماذا جرى

لا تسأليني لما لا تريني كما أنا

فأنا في عينيك مثلما أنا

لكن داخلي مرجل مع ذاته متصارعا

لأني في كهف الأحداث حبيس

بداخلي أسد مفترس

متى أطلاقوه شجاع عتيد عنيد

يصبو لنيل الخلود

لا يهاب ولا يخاف ولا يرضى الخنوع

لا تقولي عني غريب

فأنا الأصل وأنا من بعينيك موجود

وتلك الدموع سهام وطلقات وحميم

ستنال من استهان واستباح وترديه صريع

فعربي أنا حتى النخاع

وعروبتي في صميمي لا تموت

وتسقط عني ما ألبسوني من خمول

وغدا كما تتمني أن تريني أكون

ملامحي تعكس في عينيك سعادتي

ولمعة النصر مليء الجفون

أن حقي لا يضيع

ولا شرفي مستباح 

ولا يهون

وثأري نيران تصهر الفولاذ والحديد

ولا تغمض عيوني إلا والنصر واقع جديد

وحتى ألتقيني فيك

اطمئني 

فالعود لدفء أحضانك قريب

وغدا لنا

حق أكيد

٢٠٢٤/٨/١٤

   

            :   '' تعاتبني  المرايا " :

   

بقلمي/وليد محمد الخطيب



تعليقات