كتب الشاعر محمد شهاب للمحيط العربي قصيدة بعنوان شكوى .. وأنين
(شكوى .. وأنين)
يا طول صبرى فى فراق أحبتى
يا نار شوقى فى جفاف مدامعى
قد طال صبرى فاسترحت بعبرة
واشتد شوقى فى اكتشاف مواجعى
وازداد سقمى ما رمت الشفا
وانقاد روحى لانتظار المفجع
وأصابنى عفوا لهيب تشوقى
حتى سرى إذ ذاك بين الأضلع
ناديت بيت الطب يبرئ علتى
همس الطبيب إلى نحو مسامعى
بالله أخبرنى أراك معلمى
فكشفت سترا كان يحجب واقعى
أخذ الطبيب يموج فى تياره
حتى أتاني باشتياق خاضع
يبدى السؤال متى أصابك داؤنا
فأنا السقيم ومثل سقمك أدعى
ناديت يا خل سقمى هل ترى
سقما يصيب ربوع قلب خاشع
هل كان ذاك السقم ينعت علتى
حتى ترى حالى وما أنا مدع
فأجابنى إنى حرمت لقاهم
هل أنت مثلى فى الطريق المفزع
دائى وداؤك لا علاج أرى لهم
إلا إذا لبى الإله مطامعى
روحى وروحك لا نعيم يعمهم
إلا إذا عم السرور مجامعى
فعلمت أن الكل ذاقوا سقمنا
لا ما لوحدى ما أذوق بصانع
وعلمت أن الحب أقسى علة
تضنى الفؤاد كذا الحياة بأجمع
هذا الطبيب أتيت يبرئ علتى
فوجدته للسقم صار بطائع
إن الشموس يصيبها عند الأف
ول وداعنا وتشوقا للمطلع
وكذا الكواكب قد تئن لفرقة
فترى النهار يسوقها لم تطلع
وكذا الجبال الراسيات أنينها
رغم الشموخ تواطئا بتصدع
قمر بدا يشكو فراق أحبة
أتراه بدرا؟ لا. فليس بساطع
ياقارئا شعرى تراه مبالغا؟
أم أنت مثلى قد رضيت بمصرعى
أرجوك أن تحظى بحكم شريعة
وتكون عدلا فى قضاء مقنع
من ذا الطبيب ؟ ومن يكون المدعى؟
فكلاهما طلب القضاء القاطع
همس القضاة وأجمعوا رأيا لهم
إن الهوى سقم بكل مراجعى
ما أنكر الأحباب طعم حياتهم
ما أنكر العشاق طعم الأدمع
فارحم إلهى صبر قلب مفحم
واجمع إلهى كل قلب ضائع
بقلمى/ محمد شهاب
تعليقات
إرسال تعليق