كتب الشاعر عبدالفتاح حموده للمحيط العربي قصيدة بعنوان إلى الجحيم ياحبيبى

 إلى الجحيم ياحبيبى

كانت الزوجه تبغض زوجها كل البغض حتى وهو على فراش الموت رفضت أن تقوم على خدمته فلا تناوله الدواء ..أو شربه ماء مهما بكى أو توسل إليها وأعلنتها جهرا :اذا لم ترحل عنا فأنا سأفعل ذلك حتما..!

وعندما رحل لم تخفى سعادتها عن أى أحد بل أعتبرت الأمر عاديا فهى تنتظر هذه اللحظه بفارغ الصبر. حتى أولادها الثلاثه كانوا على درايه تامه  بمدى كراهيتها لإبيهم وكثيرا ماكان ينشب بينهما شجار شديد سواء داخل البيت أو خارجه بالسباب والاهانات بل ويصل إلى الشباك بالأيادى الأمر الذى يضطر الأبناء إلى ترك البيت أو العوده إليه فى ساعه متأخرة أو إغلاق غرفتهم  باحكام عليهم .

وكانت الزوجه لاتتوانى عن إظهار كراهيتها له فى صدّها له إذا أقترب منها أو حاول الحديث معها.

هاهى قد تحررت تماما من القيد فأنطلقت تفعل كل ما تريده تهتم بنفسها وتتابع الموديلات وتستعمل مساحيق التجميل والعطور وتسهر وتعربد وتجلس إلى شاشات النت تتحدث بسعه صدر ووجه طلق إلى هذا وذاك فقد خرجت من عنق الزجاجه إلى الرحاب الواسعه وهى تشعر أنها لازالت فى ريعان شبابها وقد أفقدها زوجها كل هذه الأحاسيس بل أفقدها المعنى الحقيقى للحياه .

تجمع أهل الزوج والأبناء للوقوف أمامها ومحاوله حثها على العدول عن  هذا كله والتوقف عن الإسراف فى الإنفاق من المعاش الشهرى الذى تتقاضاه بعد وفاه زوجها.

منهم من رأى تقسيم المعاش بينها وبين الأبناء أو رفع وصايتها عن الأبناء القصر أو رفع قضيه ضدها للحجر على تصرفاتها.

وكان على الزوجه أن تجد حلا سريعا لهذا التمرد الجماعى ضدها فهى ترفض العوده إلى ماكانت عليه فى حياه زوجها.

شعرت الزوجه أن البساط قد يسحب من تحت قدميها وهذا يعنى أن تعود إلى ماكانت عليه فى حياه زوجها وهى ترفض ذلك كليا ..ولم تجد سوى  أن تقف فى تحدّ سافر أمام الجميع وتهدد بأنه لوتم أى شىء لاترضى به أو يتم تنفيذ أى شىء على غير هواها فأنها لن تقف صامته أو أن كل واحد منهم سوف ينال جزاءه منها ويندم على مافعله أخبرتهم بذلك وهى تحترق حزنا من داخلها ..لم يخطر ببالها أن يعارضها أحد.وتتعجب كيف يريدون لها القيد واللاحريه وهى التى قاست الكثير فى حياتها بسبب زواجها بناء على ضغط من أبيها ودون إرادتها ..وآن لها أن تنطلق بلاقيد..بلاشرط تعيش حياتها بعد الإحساس بالعدم .

لم تبال الزوجه بهذا كله..وأنطلقت تواصل حياتها كما تريد..وتتوسع فى علاقاتها ..لاتريد أن تتزوج من جديد أى رجل لأنها تخاف أن تكرر المأساه التى عشتها مع زوجها ..تعثرت فى طريقها أكثر من مره وأصطدمت بعلاقات لاخير فيها ولكنها أمام أهل زوجها وأولادها لابد أن تبدو كالمرأه التى لايقهرها شىء ولاتعرف الفشل مهما حدث وأنها أختارت الطريق الذى تراه صحيحا للانطلاق والإحساس بالحياه.( عبدالفتاح حموده)





تعليقات