كتب الشاعر محمد أحمد غالب أحمد للمحيط العربي قصيدة بعنوان لحظة خاطفة
لحظة خاطفة:
::::::::::::::::::
غاليتي حين مررت بمحاذاتكِ على غير موعد حيث لا لقاء ولا ترصد لفت انتباهي قوامكِ المتواضع و تمايل جسدكٍ المتوازن كأغصان شجرة مثمر تداعبها على خجل نسيمات الرياح الهادئه.
حينها اكتفيت بالنظرة الأولى و غضيت طرفي، وحاولت أكمل طريقي إلى حيثُ وجهتي، و حينها شعرت بخفقان شديد بين التحايا، وضعت يدي على صدري لعلي أعرف سبب هذا الخفقان فإذا بقلبي واقف أمامي يرتجف، يتحدث مشيراً إلى عقلي رويدك رويدك أيها العقل الرشيد إلى إين تذهب بي ف بالله توقف برهةً.
فتوقفت وشعرت بنفس اللحظة بتسمر قدماى في مكاني، فدار حينها حوار بين قلبي الحنون وعقلي الرشيد حول أسباب التوقف فقال قلبي ماذا جرى لك أيُها العقل الرشيد، حتى تكتفي بنظرة واحدة من ذات المحاسن والدلال و غضيت الطرف مسرعاً، ف بالله زدني نظرهً و أسمح لي أمعن النظر، فرد عقلي أما تعلم أيها القلب الحنون أن النظرة الأولى لك والثانية الشيطان.
حينها صمت قلبي ولكنه لم يقتنع بعد، وعاد متوسل و متحدثاً إلى عقلي ألم ترحم خفوقي و أشجاني و لوعتي فمن شدة الشحن كادت نياطي أن تتمزق، أتوسل إليك أرخص لي مرة واحدة فقط لعلي أمتع ناظري، فتعاطف حينها القلب وسمح لي معاودة النظرة إلى محياكِ الجميل، وجسمك النحيل و قوامك المستطيل، فنظرت إليكِ نظرة ملهم
وأمعنتُ النظر.
حينها نبض قلبي هدأ واستقر وعقلي تنبه ومن محاسنكٍ أفتتن من أين أبدأ حديثي وماذا أقول ومن أين أغترف المعاني علني أوفيكٍ حقكِ من الوصف، ف مشيتكٍ على استحياء أخجل ناظري، وعينيكٍ والواسعتان مستوحاه من تلك المهاةُ، وخط ذاك الكحل على الرمشان كصمام الأمان، والنور من وجهكِ المستدير مشع مستمد نورهُ من تلك القمر، ممزوجً بحمرة خدودكِ الوردية التي تعتلي غمازتان مغرورقتان يكمن حواليها سر الجمال.
عليكٍ حاجبان كأنها قوس رمح سهامها شعاع نظركِ الثاقب، خشمكِ نحيل براق كأنه نصلُ سيف يماني مرصع بالعقيق، أما شفتيك فاتنتي وما أدراكٍ ما الشفتين؛ كأنها العناب كم أسر لبي حلاها، أسنانكٍ الغراء كأنها عقد لؤلؤ منظوم بحكمة واقتدار، والشُهد في تغركِ يفوح بعرف السدر والزعفران يهنا قليبه من يرتشف منه أو يطعم جناه.
والعنق يا ليلاه عنق الغزال يناطح الغيم لا سابع سماء، والصدر بستانٌ مستوحى من الجنة ومن خُضر الربا، ما تطلب النفس بطرفة عين تجنيها اليدين، والمسك والريحان من عرفكِ يفوح يطيب انفاس من يستنشقه، وكل من ينظر مرة إلى جمالك وحسنك والدلال يتمني أن تعود النظرة ألف مرة ومرة، و يحظى في لقاكٍ.
إلى هنا سأحط رحال ناظري حفاظاً على قلبي المتيم أخاف من شدة اللوعة يتوقف أو يذوب حينها لا ينفع الندم واستغفر الله العظيم من تتابع النظرة النظرة فالقلب ميال والله غفار الذنوب.
بقلمي د. محمد أحمد غالب أحمد، الجمهورية اليمنية.
تعليقات
إرسال تعليق