نور وجه السماء للشاعر بديع عاصم الزمان
نورُ وجهِ السماء
بديع عاصم الزمان
سبيلُ النورِ من عينيكِ لاحا
وحثَّ الخَلقَ أن يسمو اجتياحا
أيا سَمَكِ البعيدُ، أما كفانا
سؤالَ العجزِ؟ أرِنا الرفعَ راحا
نُظِمتِ كالسِّوارِ على عروسٍ
لها النجماتُ تاجٌ واستراحا
وشمسٌ خلفها قمرٌ تدانى
وفي آيتينِ صبحٌ قد تناحى
أيّتها السماءُ، أحبُّ وجهَكِ
يُضيءُ الروحَ، لا يهوى اجتراحَكِ
أنا لا أبتغي ضوءًا وظلًّا
ولكنّي أُريدُكِ في صفاحكِ
نفَسٌ في خُطوتي، روحي تُنادي
وفي سَكَنِي حديثُكِ في انفتاحي
سلامُكِ كانَ وعدًا مستقيما
يقينُكِ في المعالمِ كالفلاحِ
فيا سُلَّمَ النُهى، بالضوءِ سيري
ويا دربَ اليقينِ، إليكِ راحي
أنا ما قد ركبتُ خيولَ وهمٍ
ولا طِرتُ الطيورَ ولا جناحي
سريتُ برفقةِ التقوى أُراني
بروضِ الصالحينَ على انشراحي
لهم طرقٌ كزَهرِ الزعفرانِ
وفيهم عطرُ أرواحٍ صِباحي
تعليقات
إرسال تعليق